الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

عذراء من زجاج



يحكى في زمان قديم عن فتاة عاشت حبيسة والدتها في منزل ضخم بأسوار عاجيّة مذّهبة. مضت الأيّام وممنوع على أيّ أحد رؤية الصبيّة الّتي كبرت... الّتي باتت تتوق للخروج. سألت والدتها متى؟ متى أرى الخارج؟ متى أرى النور والضوء والشمس؟ متى أتذوّق الحياة؟
رمقتها الأم بنظرتها المعتادة وقالت :"غداً يأتي فارس من بعيد يا ابنتي ليحتفل بك عذراء لم يلامسها حتى الهواء." صمتت الفتاة وانصرفت الى غرفتها تتفحّص جسدها, وما لبثت أن تحسّست كلّ أنحائه وخدشت نفسها فانسال منها بضع قطرات دم! لم تفهم ما حدث فقد كانت تلعب, تتسلى, تحلّل ما هذا الّذي سيتوّجها ملكة... كما أنّها ضحكت لرؤية الدماء.
جاء اليوم المنتظر... الفارس الأبيض... حملها وأخذها الى منزله محتفلاً بعثوره على صفحة بيضاء. وفي اليوم التالي, أمسك بيدها مجدداً وقادها الى أسوار منزلها. طرق الباب. فتحت الأم مندهشة, فقال لها :"خذي كنزك الدفين, لا أريده, هذه المرأة ليست سوى عذراء من زجاج
."

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية