الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

افعل ما تشاء



اشرب, اذا أحسست بالحاجة الى ذلك, من كوب نصف ممتلىء. اضرب, اذا أحسست بالحاجة الى ذلك, على أوتار عود مكسور. اسبح, اذا شئت, على شاطىء الرمل القريب, ولكن لا تقل أنّك شربت كأس الحياة, ولا ترنّمت بألحانها, واٍيّاك أن تتجرّأ فتقول أنك سبرت الى غور البحر فعرفت أسراره. فجلّ ما فعلت أنّك عمت على السطح ولم تلامس حتّى عمقه.
اسهر حتّى الصباح, اذا أحببت, مخدّراً بالقهوة, ولكن لا تقل للّيل أنا صديقك, ان لم تلامس قلبه وترى في سواده أبعد من السواد. طبّب, اذا أردت, جروح الضعفاء ولكن اٍيّاك أن تحسب نفسك الدواء. أعط اذا أردت القليل من المال لمتسوّل أو بائع علكة في الشارع, ولكن لا تحسب نفسك سخيّاً وتبتسم فخوراً وأنت توفي جزء من دين وهبته اليك الحياة. أقفل اذا أردت زجاج سيّارتك في وجهه وتأفّف, ولكن اٍيّاك أن تنظر الى عينيه. تقضي الحكمة ألاّ يحوّل التواضع الى عظمة, ولا الغرور الى تعجرف.
فلتنهمر دموعك اذا تألّمت, اصرخ, تأوّه, ولا تحسب بكاءك بمرارته ضعفاً, انما هو انقشاع لتلك الغشاوة الّتي تلبّد عينيك وتجدّد روحك.
احلم, اذا أردت بمنازل عاجيّة, وأسوار ذهبيّة, ولكن لا تحسبنّ أن تجد السعادة, فليست أحلام هؤلاء الّذين ينامون على الأسرّة الورديّة أرقى أو أعذب من أحلام الّذين يفترشون البلاط. أقطن, اذا أردت, في قصر منيف, ولكن اٍيّاك أن تنظر الى الكوخ بعلياء من عرشك البعيد, فالدفء في انحصاره وبساطته أصدق وأشدّ حرارة من الدفء في قصرك البارد ووساعته الفارغة.
اسرق, اذا شئت, من فم جائع, او غنيّ فائض, ولكن لا تحسب الحاجة في انسدادها انتصار, اٍنّما المخدّر يبنّج الألم ولا يزيله. احكم, اذا شئت, على سارق محتاج, ولكن اٍيّاك أن تحسب نفسك عادلاً وأنت تقف بين الحشود مصفّقاً للّصوص الكبار الّذين تتوّجهم ملوكاً وحكّاماً!احلم, اذا أردت بغد واعد ومستقبل زاهر, ولكن لا تحسبنّ الأشجار تثمر من دون شمس, وماء وهواء, و لا تحسبنّ أحلامك تتجلّى ان لم تعمل وتفكّر وتجتهد... واذا تلاشت الأحلام كسراب زارك أيقظك ورحل, احزن

1 تعليقات:

في 18 أكتوبر 2009 في 10:09 م , Anonymous الإعلامى/ عاطف الهادى يقول...

أديبتى جنى
المُقابلة دى أنا عاوز أريحك من القراءة ، لأنى مُش حكتب كلام ، أنا دلوقتى حتكلم وحؤل كلام ، ومن زمان نفسى اتكلم ، بس ألاقى حد يسمعنى ، و (( إفعل ما تشاء ))
من يوم ما شُفتها لها معاية أكتر من حِكاية ، وأول مرة قرأتها كُنتُ جاداً جداً ، وقرأتُها مرة تانية وحدث لية شئ غريب ، يعنى خلى بالك ، فية حاجة هنا ، وفى التالتة ، لقيت نفسى بضحك بجنون ، ومتؤليش علية مجنون ، ولقيت نفسى بكلم نفسى ، وبؤل أية دة ياجنى ؟ معؤلة !!!
والحكاية إنى فهمت من عنوانك إن أنا حعيش الحُرية ، وبعدين لقيت نفسى ، أمام أوامر ومحاذير ، يعنى الحكاية طلعت إفعل كذا ولا تفعل كذا ، ولأنى بعيش الحكاية دى من عشرين سنة ، علشان كدة ضحكت بجنون ، وصوتى عِلى وأنا بؤل أية دة ياجنى ؟ معؤلة !!!
أديبتى جنى
أعلمُ أنى
أطلتُ اللحاقَ بكِ ،
وعلى أبوابُكِ
أطلتُ الإنتظارَ ،
وما بِنفسى
صارَ يجرى
على الأوراقِِ
مداداً حالماً
وخيالا
فلا تنزعجى
ولاتهتزى
فهذا قَدَرُكِ
ياجميلةِ الحُسنِ
والنوايا
وإذا سألُكِ عنى
سيدى المُجتمعُ
فقولى لةُ
هذا المجنونُ
إبن مجنونِ
وهذا فرطُ الجنونِ

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية