الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

ما بين الشهوة والنزوة


يقول المفكّر نيتشه في كتابه "Beyond Good And Evil" أنّ الاٍنسان يحبّ رغباته, ليس ذاك الّذي هو موضوع الرغبة. ما بين امتلاك المرأة وتحقيق رغباته, يتوق الرجل في شهوته اٍلى المرأة القويّة, الواثقة من نفسها والمتحرّرة, ولكنّه لا يقبلها كزوجة... فللزوجة بالنسبة اٍليه مقاييس محدّدة قد يصدر منها كاتالوج بالمواصفات الطيّعة المرنة : مستورة, بنت حلال, مطيعة, مهذّبة بمعنى اللّياقة الاٍجتماعيّة, تهوى الأمومة. يجد الرجل فتاة صغيرة على هذا الطراز فيبرزها عروساً, يغذّيها بالكلام المعسول ويدخلها بيتها أو ما يسمّى مملكة.
الزوجة في البيت والمرأة المتحرّرة الّتي لا يستطيع الزواج بها حرّة طليقة في الخارج... وما بين اعتزازه بالمدخول المحترم الّي يؤمّنه للعائلة في الأيّام الصّعبة, وما بين اشتهائه المرأة العاجز عن السيطرة عليها, تكون النزوة أو ما يسمّى جهلة الأربعين, الّتي باتت جهلة الثلاثين, والأربعين, والخمسين والعقود العمريّة كافّة.
يحبّ الاٍنسان رغباته فيطوّق ما يرغب به ويوصد أبوابه كيلا يفلت منه. لماذا تدان المرأة العربيّة فلا نرى منها سوى تلك الّتي تدفن نفسها بين مخالب منزلها وترضخ للواقع بين العوز المادّي للرجل, والسند المعنوي الغير متوفّر من قبل العائلة خوفاً من الجرصة. أو نرى تلك الّتي غارت عليها الأيّام فتحوّلت اٍلى مغنّية آخر زمن أو باللّبناني "فلتانة".
لماذا يتزوّج الرجل المرأة المكسورة الجناح, يشتهي الفلتانة, يصفّق لها في نفسه ويدينها اٍجتماعيّاً, ويخاف الحرّة المستقلّة فيحاول نفيها من منزله محذّراً زوجته من "رفقة السوء"...
لماذا لا يحقّ للمرأة العربيّة أن تطلب الطلاق وتحصل على حقوقها الشرعيّة؟ لماذا تحرّف القوانين ويسخّر الشرع لخدمة الرجل مع العلم بأنّ الدين يحترم المرأة ويحفظ مكانتها؟ لم يتوجّب عليها أن ترضى بطباع زوجها وتتأقلم مع حياتها وتتالّم بصمت كي تحصل على اللّقب الاٍجتماعي "آدميّة"؟ لم تحتمل المرأة حياتها بدل أن تحياها؟!
لم تحرم أمّ من حضانة أولادها اٍذا ما شاء زوجها ذلك؟ لم يلوي الرجل ذراع زوجته بالأولاد؟ أليسوا أولاده هو أيضاً؟ لم لا يستطيع الرجل أن يحبّ بعمق ما يرغب به, ليس فقط رغباته؟
في عصر الانفتاح المزيّف, ما زلن قلائل وربما معدومات الوجود النساء اللّواتي حصدن حقوقهنّ خارج الاٍطار الاٍجتماعيّ ذو الحدّين "العبوديّة أو الفلتان"!

4 تعليقات:

في 12 أكتوبر 2009 في 11:29 م , Blogger Jana El Hassan يقول...

يا استاذ عاطف، انا لا أهاجم أو أدين فئة دون سواها، المشكلة طريقة تفكير مجتمع الأكثرية فيه جهلة يتظاهرون أنهم فقهاء. رجل او امرأة، الانسان انسان فليست كل امرأة امرأة ولا كل رجل رجل، نحن نغالط في معنى الخرية كاننا نمتلك الحق في التطفل على خصوصيات الآخرين او إطلاق الأحكام عليهم. مشكلة العرب انهم يربطون الحب بالتملك والأنانية، فينسون أنهم يحبون طرف آخر وليس أنفسهم...

 
في 13 أكتوبر 2009 في 4:46 ص , Anonymous الإعلامى/ عاطف الهادى يقول...

أديبتى جنى
جوابُكِ أثلجَ صدرى ، فقد كُنتُ أشتاقُكِ اللقاءِ .
(( يربطونَ الحُبَ بالتملك والأنانية ))
أشكُرك على هذا التعبير وأُوافقك تماماً كُل ماذكرتِ

 
في 8 أكتوبر 2018 في 7:43 م , Blogger Unknown يقول...

رجال أنجاس حقراء مغرووريين لديهم حب التملك

 
في 12 نوفمبر 2018 في 1:45 م , Blogger Unknown يقول...

سلام //
مشاء الله على بوحك وكلامك سليم مافيه اي خلال المشكلة لي تحدث عنها مالها حل في كلام سمعته ف احد تمثيلات مصريه يقول ي أهل (طرب ولوناسه=، بعدل من سيدة) كلهم يشوفو انهم صح *(شكرا)

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية