الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

أنين الهاتف



ألقت بسمّاعة الهاتف جانباً. لن أحاول مجدّداً محاولة اٍِقناع نفسها, ولكنّها تدرك أنّها ستطلب تلك الأرقام السّتة للمرّة الألف بعد بضعة دقائق. وبين المحاولة والأخرى, آلاف الأفكار تعبر بين أسلاك خواطرها ودروب روحها. تبتسم تارّةً عندما تتذكّر عبارة تفوّه بها في لقائهما الأخير! وتعود التعاسة لتغمرها عندما تسمع أنين الهاتف الّذي يرنّ ولا أحد يجيب. قد يألف المرء الجحيم فتبات تلك الرنّات المتقطّعة كالموسيقى أو كالهيرويين, هل فقدت صوابها؟لماذا؟ تبحث عن الأجوبة! لم تتصوّر يوماً أنّها ستعود اٍلى تلك المتاهات, فقد حصّنت نفسها بمهارة من كلّ أنواع المشاعر والانفعالات خلال السنوات الماضية. ولكن ها هي الآن كما لم تحبّ من قبل, من صلب ذاتها! “علّني لو تصرّفت بطريقة مختلفة, ماذا فعلت بنفسي أو ما فعل هو بي؟ تفكّر و تفكّر! وتعود لتفكّر,ولكن هذه أنا, باضطراباتي, بخوفي, بقوّتي, بضعفي... هذه أنا أذوب بكلّ ما هو... هذه أنا أنهار... ويا لهلعي من هذه "الأنا"...”تمسك الهاتف مجدّداً, ما زال لا يجيب, تزداد انفعالاتها, تكره التكنولوجيا, تكره الحضارة, تكره الهاتف!أشعلت سيجارة أخرى, تستمع اٍلى الموسيقى, يجب أن تهدأ!لقد حذّرته منذ البداية ألاّ يؤذيها. قالت له أنّها لن تحتمل المزيد من الألم والحزن. أخبرته أنّها تخافه! لماذا لا يجيب؟ لماذا لا يقول بكلّ بساطة أنّه لا يريدها! ستفهم ولن تودّ الاقتراب... ! لماذا يتجاهلها بهذا الشكل؟تشعر أنّها دمية يتراشق بها بين أهواء نفسه!كلّ ما تريد هو بعض الأجوبة. لا يحقّ اٍليه أن يجرحها هكذا... الحيرة مقلقة, متعبة, مخيفة.غفت من شدّة التعب ودمعة ساخنة حارّة تنسكب على وسادتها. غداً يوم جديد, علّه يكون أخفّ قسوة! غداً تعد نفسها, غداً لن تتّصل...

1 تعليقات:

في 29 أكتوبر 2009 في 6:44 ص , Anonymous الإعلامى/ عاطف الهادى يقول...

أديبتى جنى
ـــــــــــــ
بعد طولَ غيابٍ
لكِ إشتَياقِ
وها هىَ غِنوتى
لكِ فيها جوابى
ـــــــــــــ
كُنت معاكِ
فى حرب طويلة
كُنت معاكِ
فى حرب ثقيلة
أشِدِك ، وأجذِبك
وانتِ تروحى
منى بعيد
وتؤلى ماينفعشِ
من غير مواعيد
طب قوليلى
وأدينى ميعاد
من غير مايكون
بينا بِعاد
فاكرة مرة
إتقابلنا
وبنظرة عين
إتواعِدنا
وجريتى
وجريت وراكى
وف رُكن ضلمة
إتقابلنا
ومحدش منا
آل ولا كِلمة
واسكِتى
واسكِتنا
بس إسكاتنا
مكانشِ كلمة
دا كان
كُل كلام الدُنيا
كلامنا
وخدتِك ، وخدتينى
على نار هادية
قبل ماتغلى
جوة قلوبنا
وتفور بينا
أول كِلمة
هوا إلى بينا
دا كان كِلمة
دا كان
كُل كلام الدُنيا
كلامنا
نفسى أرجَعلِك
وتصالحينى
عَلْىِ وجَعنى
ومجافينى
واشرب كاسك
مِن دمع عيونِك
وارشُف وجعِك
من جوة حنينك
وارخى شُوقى
على نبض أنينك
ونقول كِلمة
وأحلى كِلمة
هوة إلى بينا
دا كان كِلمة
دا كان
كُل كلام الدُنيا
كلامنا ...

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية