الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

كي لا تقيّمنا الخطيئة



لا أعلم ان كان أيّاً منّا يستطيع قمع مشاعرهو ولا أتكلّم عن تجاهلها بل نفيها كي لا يكون لها أيّ نوع من الوجود. ولكنّي أعلم أننا نستطيع السيطرة عليها أحياناً فنطوّر الجميل منها ونهمل السيّئ كأنّنا نراعيه ونطلب منه أن يبقى مدفوناً في قلوبنا أو حتّى أن يتنكّر بأشكال أخّفّ وطأة على مجتمعاتنا.
وفكّرت مليّاً لماذا نضع قبحنا في الظّل مع أنّنا نعلم أنّه موجود, والشيئ الوحيد الذي استنتجته هو أنّي كجميعكم أخاف من أن يقيّمني المجتمع. أخاف من أن أُظهر مشاعري وأُرفض فأدعها سرّاً بيني وبينها يهمس لي أحلاماً في نومي, ويترك لي رسائلاً على باب قلبي في صحوتي.
ولكن, عسانا ننسى أنّ لليل خبايا, وأنّ الخطيئة تأخذ أمجادها في ظلماته, وتتصرّف بحريّة عندما لا يراها أحد. فبدل أن تُقمع, تكون كالأيادي الخفيّة الّتي تدمّر ولا أحد يعرفها, وتتلذّذ بخوفنا منها ويصبح كل ّشيئٍ مباح...
لماذا لا نستطيع الاعتراف بأنّنا نكره أحياناً, بأنّنا في أوقاتٍ ما غير راضين عمّا تقدّمه الحياة. لماذا لا يجب أن نغضب, أن نتألّم, أن نفشل, أن نندم ونبكي ونثور, أن نكون ضعفاء أحياناً!
لماذا علينا أن نرتدي ابتسامات زائفة عندما لا نكون سعيدين؟ لماذا علينا أن نظهر أقوياء عندما نكون خائبين أو حزينين؟ لماذا لا نقبل أنفسنا كما هي حتّى يقبلنا الآخرين؟
لماذا نسمح للخطيئة في داخلنا أن تقيّمنا وتشكّلنا ونخاف أن نعترف بها!
لماذا نفضّل ابتلاع مآسينا عن أن نتكلّم عنها؟ أوليست بذلك تظلّ عالقة في أنفسنا تتحكّم بنا وتؤذينا؟ أليس من الممكن أن نجد الراحة في اظهارها واخراجها دون أن يحكم علينا؟
عسانا يوماً من الأيّام نتوصّل للاستماع للآخر بمحبّة, دون أن يشعر أنّنا ندين ضعفه فكلّنا مزيج من ضعفٍ وقوّة بأشكالٍ مختلفة ومتفاوتة. عسانا يوماً من الأيّام نتخطّى الخوف من أن يقيّمنا المجتمع قبل أن تقيّمنا الخطيئة.

2 تعليقات:

في 1 أكتوبر 2009 في 12:27 ص , Anonymous الإعلامى/ عاطف الهادى يقول...

جنى
تذهبين بى بعيداً بعيداً فى أغوارَ نفسى المهزومة ، المقهورة ، والمطحونة .
كُلُنا فاقدى الثقة والأهلية وحتى الشخصية،
وصرنا نبحثُ عن أنفسنا وأعماقنا .
جميعُنا عبيداً لقيمٍ بالية وتُراثٌ نُقدسةُ
وأهملنا عقولنا وإحساسنا ، فصرنا كالبهائمِ فى مربطِها ، نأكُلُ ونشربُ ولا نسألُ ،
وننتظِرُ كُلٍ بجنسةِ أن ننسحبَ بحبلٍ ومخطَمِ
فإما أن نكونُ فى إنتظار الثورِ للمعشرِ
أونكونُ نحنُ ذاكَ الثورُ المُغربلُ ...

 
في 2 أكتوبر 2009 في 1:33 ص , Blogger Jana El Hassan يقول...

فإما أن نكونُ فى إنتظار الثورِ للمعشرِ
أونكونُ نحنُ ذاكَ الثورُ المُغربلُ ...
على الأقل نملك الخيار!

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية