السبت، 18 أكتوبر 2008

سيّدي المجتمع...

سيّدي المجتمع...
أراك تحمل جميع تلك الشعارات المدوّية وتنادي بالحرّيّة والعدالة والتضامن.
أراك تخطب على المنصّات وتتهافت على الصلاة وتلبس أفخم أنواع الأقمشة وتتناول أشهى المأكولات.
أرى جيوبك وقد امتلأت أوراقاً ومعادن ماديّة وعينيك أبداً فارغة تطلب المزيد.
أراك ولا أصفّق... ولكن ما هو مجرّد صوت واحد, صدى لتصفيق جديد وقد أجدت بقدرة الحاجة و"التعتير" تخدير وترويض آلاف الأيادي...
سيّدي المجتمع...
الأدب لك طبعاً ولك التبجيل والاحترام والمديح لقدراتك المعتّقة لوضع حد لهذا الخراب.
لك أيضاً أرواح أمّتنا والجثث الملقاة باسم الوطن ولكن ليس فداه.
لك الأغنية الّتي تقول "الماضي لك, وبكرا لك وبعدو لك!"
لك عويل الأمّهات...لك بطونٌ فارغة, البعض بسبب "الريجيم" والبعض الآخر بسبب "الحرمان"!
لك ضمائر لا تنهض من نومها فقد وجدت لذّة في ذاك السبات.
لك الأمر والنهي فارحمنا أيّها السّفاح!
سيّدي المجتمع...
أصحو كلّ يوم على أمل أن تحدث أعجوبة, أن يصفع أنين مواطنيك وجهك فتستفيق وتتغيّر. ولكن لا...
أرى جبروتك يزداد يوماً بعد يوم, وأحياناً لا أملك سوى أن أبكي وأبكي وأبكي, وأعود لأتمرّد وأثور...
ولكن, ما همّك أنت من انفعالاتي؟ لن ينزل يوماً من في القصر العالي ليتأملّ بصدق ماذا يدور في الأقبية.
سيّدي المجتمع...
الضجر من طقوسك يعميني, كذلك الشعور بالوحشة والمنفى داخل وطني! وطني الّذي صادرته فكان لك أبناؤه سجناء وكان هو تجارة تمارسها بحق بلدي الأسير.
الغيظ يفتك بشراييني والصمت يتآكل أحشائي! نظرات أطفالك توجعني فأيّ غدٍ ينتظرهم؟ أيّ مستقبل قد نرسم في ظلّ هكذا موازين؟
سيّدي المجتمع...
أما أن لزمن المخاض أن ينتهي؟ آه كم نتوق لزمن الولادة!
أما آن للأقنعة أن تسقط؟
إنزل ولو لمرّة من عليائك لتتفرّج على الحطام بدل أن تدوسه.
أنت تمارس علينا السادية ونحن نمارس المازوشية على أنفسنا! وفي الإثنين يا سيّدي عقم, عقم لن يخوّلنا أبداً على الإنجاب.
سيّدي المجتمع...
نحن لسنا من النوع الّذي يهوى السقوط... ولن نستطيع إدمانك... ولا نستطيع أن نقول سوى "لا" ولا ولا...





4 تعليقات:

في 21 نوفمبر 2008 في 1:50 م , Blogger dr. Ahmed Sakr يقول...

كلمات رائعة وأسلوب ممتاز

سلمتى يا جنة من كل سوء

 
في 29 نوفمبر 2008 في 7:34 ص , Anonymous غير معرف يقول...

سيدي المجتمع؟ جميل كم كبير من الغضب و الثورة والرفض على سيدٍ لا يستحقُ أن يكون سيداً....سهام وكلمات لاذعة من أمرأة حرة، مختلفة...غاضبة لكنه غضب أيجابي يدفع إلي الأمام ! تحياتي
محمد فاروق
القاهرة

 
في 12 ديسمبر 2008 في 8:53 ص , Blogger prince4ever يقول...

أنت تمارس علينا السادية ونحن نمارس المازوشية على أنفسنا!
كلمة رائعه جدا جدا
احييك على اسلوبك المتميز للغايه و كلمتاك المتزنه المعبره بشده
و اشكر الفيس بوك اللي عرفني على المدونه الرائعه دي
دمت بخير
تحياتي
رامي..قصاصة ورق

 
في 12 ديسمبر 2008 في 8:55 ص , Blogger prince4ever يقول...

اسمحي لي
ستنضم مدونتك لمفضلتي و لقائمة المدونات المفضلة في الريدر بتاعي
و الشكر كل الشكر على السماح لي بذلك دون ازعاج
دمتي بخير

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية